كتب: المحرر السياسي
في ظل حراك سياسي متسارع وإعلانات متكررة من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بتحديد موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، يبقى المشهد العراقي أمام تحديات كبيرة. فالأزمة لا تتوقف عند تحديد الموعد، بل تتعمق في الإشكالات السياسية وطبيعة التحالفات القادمة، التي ما زالت تشكل لغزاً معقداً في ظل التوترات المستمرة والخلافات بين الكتل.
التحالفات السياسية الجديدة قد تُرسم ملامحها على أسس مغايرة للسنوات الماضية، مع تصاعد الضغوط الشعبية المطالبة بالإصلاح والتغيير. هذه المرحلة تتطلب رؤية استراتيجية وحنكة سياسية لمواجهة الاستحقاقات الوطنية، فيما يبقى الخلاف حول قانون الانتخابات محوراً ساخناً للنقاش. المطالبات بتعديله تنطلق من قوى ترى في القانون الحالي عائقاً أمام تمثيل عادل وشامل للقوى السياسية الجديدة، ما يجعل إمكانية إعادة صياغة مواده تحدياً قد يفتح الباب لتأجيل الموعد المحدد.
وفي هذا المشهد، تقف الحكومة أمام اختبار صعب، حيث تتطلب الانتخابات المقبلة جهوداً استثنائية لضمان شفافيتها ونزاهتها. ومع دخول الفئات المترددة والمشككة إلى دائرة المشاركة المتوقعة، قد تكون هذه الانتخابات نقطة تحول ترسم خارطة سياسية جديدة، يتغير فيها ميزان القوى التقليدي.
إذن، العراق اليوم يقف على عتبة مفصلية؛ انتخابات قد تكون البداية لإعادة صياغة المشهد السياسي أو استمراراً للتعقيدات التي أرهقت البلاد لعقود.