أكد رئيس مركز التفكير السياسي الدكتور إحسان الشمري، اليوم الجمعة، أن حكومة محمد شياع السوداني تعيش تحت الضغوطات الشديدة، خصوصًا بعد زيارته الأخيرة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومناقشته عدة ملفات مع قائد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي ولقائه بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان. وقد حملت الزيارة مناقشة عدة ملفات من أبرزها ملف الغاز الإيراني وملف حل الفصائل المسلحة في ظل استمرار الضغط الأمريكي على العراق.
وقال الشمري في تصريح خاص لـ #بغداد_الإخبارية: “السيد السوداني يحاول أن يميز إلى حد ما بين الفصائل من جهة والحشد الشعبي من جهة أخرى، وهذا قد يدخله في حرج كبير ليس على مستوى الشأن الداخلي فقط، بل على مستوى علاقاته مع إيران وأبعد من ذلك مع الولايات المتحدة الأمريكية. حيث إن تواجده في طهران وتأكيده المستمر على تمسكه بالحشد الشعبي سيزيد من حالة التوتر قبيل تسلم ترامب الإدارة الأمريكية”.
وأضاف، “العراق بدأ في إعادة ترتيب أوراقه خصوصًا بعد أحداث سوريا وسقوط نظام بشار الأسد، الذي بات يقربه بشكل كبير من الموقف العربي. حيث إن زيارة السوداني إلى طهران تمثل جزءًا من تصورات جديدة للحكومة العراقية بعد مشاورات مع دول عربية، وتعد انتقالًا في طريقة تعاطي الحكومة العراقية مع الجانب الإيراني”.
وبين الشمري أن “برغم تفادي حكومة السوداني أي تداعيات من الأزمة والتوترات التي تعيشها المنطقة، إلا أن حديث السيد علي خامنئي لم يتوافق مع الرغبة العراقية بشكل كبير، حيث أن إيران تنظر إلى العراق كجزء من مجالها الحيوي. وقضية التعاطي مع وجود القوات الأمريكية في العراق عقدت نوعًا ما من زيارة السوداني إلى طهران، والتي شددت بدورها على أهمية خلو العراق من وجود هذه القوات التي وصفتها بأنها ‘غير قانونية’”.
يذكر أن العراق وإيران ناقشا عدة اتفاقيات، والتي دخلت حيز التنفيذ، من بينها إعادة تزويد العراق بالغاز الإيراني لتعزيز إمدادات الطاقة وتخفيف الضغط عن الشبكة الكهربائية، فضلاً عن نقل غاز تركمانستان عبر إيران إلى العراق ضمن مشروع استراتيجي لتأمين مصادر الغاز. واتفق الجانبان أيضًا على إطلاق مشروع لتأسيس “مركز استراتيجي لمكافحة الإرهاب الدولي”، ومقره المتوقع في العاصمة بغداد. المركز سيعمل على تعزيز التعاون الأمني وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين الدول الأعضاء لمواجهة التحديات الإرهابية في المنطقة بشكل مشترك.