خاص - بغداد الاخبارية
لمن يهمه الأمر، زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى إيران ليست حدثاً بروتوكولياً معتاداً. بل هي زيارة تحمل في طياتها “صندوق أسرار” مليء بالملفات الساخنة، التي قد تعيد رسم خارطة العلاقات بين بغداد وطهران، وربما تعيد صياغة التوازنات الإقليمية والدولية في ظل المتغيرات المتسارعة.
ووفقاً لمصادر مطلعة، تأتي الزيارة في توقيت حساس، حيث يحمل السوداني ملفات معقدة، أبرزها الضغوط الأميركية المتزايدة بشأن حصر السلاح بيد الدولة العراقية، ومسألة الفصائل المسلحة المدعومة من إيران. هذه الملفات، التي باتت تشكل عبئاً داخلياً وإقليمياً، تأتي مع تصاعد الرسائل التحذيرية الأميركية، التي تتضمن تهديدات مبطنة قد تؤثر على التوازن الداخلي في العراق.
من جهة أخرى، تشير تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إلى أن الزيارة ستركز على تعزيز التشاور بين البلدين، وتبادل الرؤى حول التطورات الإقليمية. لكن خلف الكواليس، تبدو القضايا المطروحة أكثر تعقيداً، حيث تتداخل المصالح الإقليمية مع الحسابات الدولية، خاصة في ظل التحركات الأميركية والإيرانية في المنطقة.
في خضم هذه التطورات، تتحدث تقارير عن أن السوداني يحمل معه رسائل أميركية سرية إلى طهران، في محاولة لإحداث توازن بين المطالب الأميركية والإيرانية. ووفقاً لما ذكره زعيم تيار الحكمة، عمار الحكيم، فإن هناك توجهاً أميركياً واضحاً للتعامل مع الفصائل المسلحة، بعيداً عن الإطار السياسي الرسمي، وهو ما يضع الحكومة العراقية في موقف حرج.
الزيارة قد تشهد أيضاً بحثاً في ملفات اقتصادية وأمنية، تعكس عمق العلاقات الثنائية. إلا أن الجانب الإيراني يدرك جيداً أن هذه الزيارة تأتي في ظل ضغط أميركي واضح على العراق، ما يفرض على طهران إعادة تقييم مواقفها من بعض القضايا العالقة، بما في ذلك دور الفصائل المسلحة ومستقبل علاقتها بالحكومة العراقية.
زيارة السوداني لطهران تأتي في وقت يشهد فيه محور المقاومة تغييرات استراتيجية، خاصة بعد الأحداث الأخيرة في سوريا. ويبدو أن طهران ستستخدم هذا اللقاء ليس فقط لتأكيد دعمها للعراق، بل أيضاً لإعادة ضبط علاقتها مع بغداد بما يخدم مصالح الطرفين في ظل التحديات المشتركة.
ما بين رسائل التحذير الأميركية وحسابات التوازن الإقليمي، تبدو هذه الزيارة نقطة تحول في العلاقة بين البلدين، وقد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التنسيق أو تزيد من تعقيد المشهد العراقي.
#محمد_شياع_السوداني
#إيران
#العراق
#السياسة_الإقليمية
#واشنطن
#التوازن_الإقليمي
#العلاقات_العراقية_الإيرانية
#بغداد_الإخبارية