توافق السوداني والحكيم يثير الجدل السياسي ويهدد استقرار البلاد
بغداد | خاص (وكالة بغداد الإخبارية) - أثار التوافق السياسي الأخير بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس تيار الحكمة الوطني السيد عمار الحكيم بشأن إيقاف هجمات الفصائل المسلحة على إسرائيل انتقادات واسعة من قوى الإطار التنسيقي والفصائل المسلحة، التي اعتبرت هذا التوافق مصلحياً ومنحازاً لطرف واحد على حساب بقية الشركاء السياسيين.
السوداني دعا سابقاً الفصائل المسلحة إلى وقف هجماتها على إسرائيل، محذراً من تداعيات استمرار التصعيد على استقرار العراق، بينما دعم السيد عمار الحكيم هذه الدعوة بشكل كامل، في خطوة يرى البعض أنها عززت النفوذ السياسي للحكيم، ولكن على حساب توازن القوى داخل الإطار التنسيقي.
ورغم أن تيار الحكمة لا يملك وزراء في الحكومة الحالية، إلا أن تأثيره يبدو واضحاً من خلال المناصب الحساسة التي يشغلها محسوبون عليه، مثل رئيس هيئة التنسيق بين المحافظات وأمين بغداد، بالإضافة إلى عدد كبير من المستشارين والمدراء العامين. هذه الامتيازات التي حصل عليها الحكيم تُنظر إليها على أنها نتيجة مباشرة لدعمه للسوداني، مما أثار استياء باقي أطراف الإطار التنسيقي والفصائل المسلحة، التي ترى أن هذا التوافق المصلحي يُضعف دورها ويقلل من نفوذها في المشهد السياسي.
الأهم من ذلك، أن هذا التوافق الذي ينحصر بين السوداني والحكيم قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الداخلي، كونه لا يمثل موقفاً شاملاً يضم بقية الأطراف السياسية. الانتقادات من الفصائل المسلحة تضمنت اتهامات للحكومة بأنها تراجعت عن التزامات العراق التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، وحذرت من أن مثل هذه التحركات قد تؤدي إلى إضعاف زخم المقاومة الإقليمية.
يواجه العراق الآن تحديات كبرى، حيث يبدو أن هذا التوافق قد يعمق الانقسامات بدلاً من تعزيز الوحدة السياسية. الخطورة تكمن في أن استمرار هذا التوجه من طرف واحد دون إشراك باقي القوى قد يهدد استقرار البلاد على المدى الطويل.
هل يمكن للحكومة العراقية إعادة بناء الثقة بين مكوناتها السياسية وتحقيق توازن داخلي، أم أن هذا التوافق المصلحي سيؤدي إلى تصعيد التوترات؟
#بغداد_الإخبارية
#العراق #السوداني #الحكيم #الفصائل_المسلحة #الإطار_التنسيقي #إسرائيل #الوضع_السياسي