اقتصادية — بغداد الاخبارية
رغم أن القرار الأمريكي برفع الرسوم الكمركية لا يستهدف العراق بشكل مباشر، إلا أن تداعياته تضرب مفاصل الاقتصاد العراقي من حيث لا يحتسب ، هذا ما أكده الخبير الاقتصادي صفوان قصي، محذراً من آثار غير مباشرة قد تُقوّض جهود بغداد في جذب الاستثمارات وتنويع مصادر الدخل.
وقال قصي في حديث تابعته #بغداد_الاخبارية ، إن الرسوم الجديدة التي تصل إلى 30%، قد تُفقد العراق واحدة من أهم أوراقه في جذب المستثمرين الراغبين بإنتاج سلع للتصدير نحو السوق الأمريكية أو أسواق عالمية أخرى، مما يعرقل فرص البلاد في تعزيز شراكاتها التجارية مع واشنطن.
وأضاف أن الصادرات العراقية الحالية إلى أمريكا تكاد تقتصر على التمور وبعض المنتجات البتروكيماوية، ما يضع العراق في موقع ضعيف ضمن ميزان التبادل التجاري ، داعياً إلى دراسة السوق الأمريكية بعمق لتحديد مجالات المنافسة الممكنة للمنتج العراقي.
وفي خطوة مفاجئة، اقترح قصي خفض الرسوم الكمركية على السلع الأمريكية التي تدخل العراق، خصوصاً السيارات وقطع الغيار المرتبطة بقطاعي الكهرباء والدفاع، معتبراً أن هذه الخطوة قد تدفع باتجاه تحقيق توازن تجاري مرن وبناء ثقة متبادلة.
وأشار إلى أن تنشيط الاتفاقيات الثنائية وتفعيل سياسة التخفيض المتبادل للرسوم يمثلان مساراً أساسياً نحو بناء شراكة اقتصادية مستدامة، تسمح للعراق بالتحرر تدريجياً من سطوة الاقتصاد النفطي.
واختتم قصي حديثه بالتأكيد على أن تطوير العلاقات التجارية مع أمريكا لا يكون فقط عبر زيادة الصادرات، بل من خلال إدارة ذكية للتبادل التجاري، وخلق بيئة حاضنة لدخول الماركات الأمريكية ذات السمعة الرفيعة، مما يعزز الثقة ويجعل من السوق العراقية وجهة استثمارية أكثر جذباً واستقراراً.