المحرر السياسي_بغداد الاخبارية
أثارت تصريحات رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، التي أطلقها يوم أمس خلال كلمته في “ملتقى السليمانية التاسع”، موجة واسعة من الانتقادات في الأوساط السياسية والشعبية، بعد كشفه عن توجيه دعوة رسمية للرئيس السوري، أحمد الشرع، لحضور القمة العربية المرتقبة في بغداد خلال شهر أيار المقبل، إضافة إلى إعلانه الترشح للانتخابات المقبلة.
تصريحات السوداني وُصفت بـ”غير الموفقة”، خاصة في توقيتها، حيث اعتبرها البعض استفزازًا لمشاعر العراقيين، لا سيما عوائل الشهداء والمتضررين من الصراع مع تنظيم داعش.
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، وعد القدو، في تصريح متلفز، إن “السوداني لم يكن موفقًا سواء في دعوة الشرع أو في إعلان ترشحه من منصة حوارية، وعليه أن لا يستخف بمشاعر العراقيين، إذ إن دعوة الشرع هي بمثابة طعن لآهات الأمهات والثكالى”.
السوداني كان قد أعلن خلال الملتقى ذاته عن نيته الترشح للانتخابات المقبلة، مؤكدًا حاجة العراق إلى “إصلاحات شاملة وجريئة تعيد بناء الدولة”. كما كشف عن توجيه دعوة رسمية للرئيس السوري أحمد الشرع للمشاركة في القمة العربية المقبلة ببغداد، وذلك في سياق ما اعتبره مراقبون تحركًا جديدًا على صعيد السياسة الخارجية والانفتاح الإقليمي.
الاتصال الهاتفي الذي جرى بين السوداني والشرع مطلع نيسان الجاري، كان بمثابة كسر للجمود الذي هيمن على العلاقة بين بغداد ودمشق منذ إعلان تشكيل الحكومة السورية الجديدة في كانون الثاني الماضي، في ظل حذر عراقي واضح من التفاعل مع التطورات السورية.
ويرى مراقبون أن حضور الرئيس السوري للقمة العربية في بغداد بات ممكنًا، خاصة وأن الدعوة جاءت وفق البروتوكولات الرسمية المتبعة في الجامعة العربية، ويبدو أن هناك توافقًا آخذًا في التبلور بين بغداد ودمشق حول شكل المشاركة السورية.
وفي تعليق له على التطورات، أكد المحلل السياسي علاء الخطيب أن “العراق لا يستطيع أن يعزل نفسه عن تداعيات المشهد السوري”، محذرًا من أن تكرار التجربة السورية في العراق سيؤدي إلى نتائج كارثية، لا سيما في ظل وجود شعارات دينية طائفية تصدر من الجانب السوري، قال إنها “لا تساعد على الاستقرار، بل تُعيق التنمية وتعيد العراق إلى الخلف”.
وفي وقت يحاول فيه العراق إعادة رسم سياسته الخارجية وتعزيز دوره الإقليمي، جاءت تصريحات السوداني الأخيرة لتكشف حجم التحديات أمام الحكومة، بين الانفتاح المدروس والحفاظ على التوازن الداخلي، في بلد لا تزال ذاكرته مثقلة بالحروب والدماء، ووعيه الجمعي شديد الحساسية تجاه أي تحرك قد يُفهم على أنه مساس بتضحيات شعبه.