مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية في تشرين الثاني/نوفمبر 2025، تتجه الأنظار نحو القوائم الانتخابية الجديدة التي قد تشكل متغيرا مهما في السباق لكسب الأصوات وإعادة رسم التوازنات داخل المشهد السياسي. ويتصدر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ورئيس حزب اقتدار وطن عبد الحسين عبطان، المشهد الانتخابي، في وقتٍ تعيش فيه القوى السياسية الشيعية تحديات كبرى تتعلق بالتحالفات، والصراعات الداخلية، ومحاولات تعديل قانون الانتخابات.
وتمثل القوائم الانتخابية الجديدة، ومنها حزب اقتدار وطن، فرصة لجذب الناخبين الباحثين عن وجوه وأفكار جديدة في العمل السياسي، خصوصا مع تزايد نقمة الشارع على القوى التقليدية. حيث يطرح عبد الحسين عبطان، المعروف بإنجازاته في قطاعي الرياضة والبنى التحتية، رؤى تركز على البناء والإعمار وتحقيق التنمية، وهي ملفات تحظى باهتمام واسع لدى الناخبين الذين باتوا يبحثون عن بدائل حقيقية تحقق تطلعاتهم.
في المقابل، يسعى السوداني إلى تعزيز نفوذه السياسي مستندا إلى الدعم الذي يحظى به من بعض قوى الإطار التنسيقي، لكنه يواجه محاولات للحد من تمدده، خاصة من أطراف داخل الإطار نفسه. أما المالكي، فيحاول إعادة ترتيب أوراقه من خلال الدفع باتجاه تعديل قانون الانتخابات لصالح القوى التقليدية التي تعتمد على القاعدة الحزبية الصلبة، وهو ما يواجه رفضا من بعض الأطراف، خشية استفزاز التيار الصدري الذي قد يعود إلى المشهد بعد شهر رمضان.
التنافس الانتخابي لا يقتصر فقط على الشخصيات السياسية، بل يمتد إلى الأفكار والمشاريع التي تطرحها القوى المختلفة لكسب ثقة الناخبين. في ظل هذا الواقع، تبرز الحاجة إلى قوى جديدة قادرة على تقديم حلول حقيقية لمشاكل البلاد، بعيدا عن الصراعات السياسية التقليدية التي لم تسفر عن تغيير جوهري في حياة المواطن العراقي.
وسط هذا المشهد، بات واضحا أن الناخب العراقي أصبح أكثر وعيا بأهمية صوته، ولم يعد من السهل استقطابه بالشعارات فقط، بل بات يبحث عن برامج انتخابية واضحة وقابلة للتنفيذ. وهنا يبرز دور القوائم الجديدة في تقديم خطاب سياسي مختلف، يرتكز على التنمية الاقتصادية، وتحسين الخدمات، وإيجاد فرص عمل حقيقية، بدلا من الخطابات الأيديولوجية التقليدية التي لم تقدم حلولا ملموسة. وفي هذا السياق، يمكن للأحزاب الصاعدة، كاقتدار وطن، أن تخلق واقعا انتخابيا مختلفا، إذا ما استطاعت إيصال رؤيتها للناخبين بوضوح، وإقناعهم بأنها قادرة على إحداث تغيير حقيقي يتجاوز الوعود إلى الفعل الملموس.