يخلط الكثير من المسلمين بين ذكرى المبعث النبوي الشريف وذكرى الإسراء والمعراج، وهو ما يدفع إلى توضيح الفرق بينهما، كونهما حدثين مختلفين وقعا في أوقات متباعدة، ويحمل كل منهما خصوصية ودلالات عميقة.
ويشير علماء الدين أنَّ المبعث النبوي الشريف هو اليوم الذي بعث الله فيه النبي محمد (صلى الله عليه وآله) بالرسالة السماوية، حيث نزل عليه الوحي لأول مرة. ويوافق هذا الحدث يوم السابع والعشرين من شهر رجب، قبل الهجرة النبوية بثلاث عشرة سنة، وهو يوم عظيم يتم فيه إحياء العديد من الأعمال العبادية المأثورة.
وفي المقابل، فإن الإسراء والمعراج هو الحدث الإلهي الذي أسرى فيه الله بنبيه محمد (صلى الله عليه وآله) ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماوات العلى ليريه من آياته الكبرى. وأكدت الروايات أن هذا الحدث وقع في شهر رمضان بعد المبعث النبوي ببضع سنوات، ويعد معراج العجائب والآيات دلالة على مقام النبي ومكانته عند الله.
ويدعو اهل الاختصاص إلى تحرِّي الدقة وعدم الانجرار وراء المرويات التي تخلط بين الحدثين، مؤكدين "أنَّ المبعث النبوي في شهر رجب والإسراء والمعراج في رمضان، وفق ما ورد في المصادر الموثوقة".