كتب: المحرر السياسي - بغداد الاخبارية
“على الساحة العراقية”، باتت الأحزابُ الناشئةُ وجهاً جديداً للصراعِ السياسيِّ المُغمَّسِ بالطموحِ والتحديات، وسط مشهدٍ يضجُّ بالأحزابِ التقليديةِ والوجوهِ الراسخةِ في العمليةِ السياسية.
والأصعبُ أنَّ هذه الأحزابَ الوليدةَ تجدُ نفسها بينَ فكيِّ التنافسِ الشرسِ مع قِلاعٍ حزبيةٍ قديمةٍ، وبينَ ضعفِ التنظيمِ والتمويلِ الذي يقوّضُ طموحاتِها، ورغم ذلك، تبقى هذه الأحزابُ محاولاتٍ جريئةً للتغييرِ في نظامٍ سياسيٍّ متكلّس.
من بينِ تلك المحاولات، برزت أحزابٌ مثلَ اقتدار وطن بقيادةِ عبد الحسين عبطان، الذي يحملُ على عاتقِه إرثَ التنميةِ والإعمارِ، وإشراقة كانون الذي يرفعُ رايةَ الإصلاحِ ومكافحةِ الفساد، وتيار الفراتين، الحزبُ الذي يستمدُّ زخمَه من رئيسِ الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، متكئاً على شعبيةٍ سياسيةٍ تزدادُ زخماً مع توليهِ مقاليدَ الحكم.
لكنَّ التحدياتِ لا تتوقفُ هنا. هذه الأحزابُ تجدُ أنفُسَها في مواجهةِ استحقاقاتٍ جماهيريةٍ صعبةٍ، في ظلِّ جمهورٍ متأرجحٍ بينَ الأملِ بالتغييرِ والخوفِ من المجازفة. وما يزيدُ الطينَ بلّةً، أنَّ القوانينَ الانتخابيةَ ما زالت تُصاغُ لتُلائمَ مصالحَ القوى التقليدية، ما يضيِّقُ الخناقَ على المبادراتِ السياسيةِ الجديدة.
ومع ذلك، هذه الأحزابُ لا تقفُ مكتوفةَ الأيدي. فهي تسعى، كلٌّ على طريقتِه، لخلقِ بصمةٍ واضحةٍ على الساحة. فحزب امارجي يتخذُ من خطاب الليبرالية منهجاً لاستقطابِ جيلٍ جديدٍ من الناخبين، فيما يعملُ حزب البيت الوطني على تقديمِ رؤيةٍ بديلةٍ قائمةٍ على الشفافيةِ والعدالةِ الاجتماعية، أما حزب امتداد الذي صعد على اعتاب تشرين، فهو أمامَ اختبارٍ حقيقيٍّ، فنجاحُه مرهونٌ بقدرتهِ على طمس الصورة التي تجذرت عن احزاب السلطة.
وفي “على المحك”، فإنَّ الأحزابَ الناشئةَ تواجهُ معركةً طويلةَ الأمدِ لإثباتِ وجودِها وفرضِ إرادتِها في ميدانٍ مزدحمٍ بالأسماءِ والمصالح. لكنَّ الأملَ يبقى قائماً في أنَّ هذه القوى الجديدةَ قد تكونُ البدايةَ لتغييرٍ سياسيٍّ يعيدُ الثقةَ إلى الشارعِ العراقي.
في الحلقات القادمة
نبدأ بسلسلةٍ من المقالاتِ المخصصةِ لتفصيلِ واقعِ كلِّ حزبٍ على حدة. من الأهدافِ والطموحات، إلى القياداتِ والتحديات. انتظرونا في الحلقةِ الأولى التي ستتناولُ أحدَ الأحزابِ الناشئةِ بشيءٍ من العمقِ والتفصيل.
#بغداد_الإخبارية
#الأحزاب_الناشئة
#السياسة_العراقية