ليس بجديد هذا التحذير، لكنه يأتي اليوم في ظروف استثنائية تُساق فيها المنطقة نحو المزيد من التجزئة والهشاشة، لتعود خارطة الطريق القديمة التي رسمها الاحتلال ومَن خلفه إلى الواجهة، بعدما ظنَّت الشعوب أن إرادتها كفيلة بصدّها.
في مهرجان استذكار قادة النصر في النجف الأشرف، أطلّ رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، محذرًا من مخطط صهيوني يهدف إلى إعادة تقسيم المنطقة، بدءًا من العراق الذي ظلّ لعقود حجر الزاوية في موازين القوة الإقليمية.
بكلمات أثقلتها الحقائق، ذكّر المالكي بخريطة كتبها العدو الصهيوني عامي 1967 و1982، تهدف إلى تفتيت دول المنطقة المحيطة بالكيان إلى دويلات صغيرة عاجزة عن المواجهة أو التوحد. وبينما يعصف الاضطراب بسوريا، اعتبر المالكي ما حدث فيها بوابة لاستكمال هذا المشروع، حيث تُستخدم النزاعات الداخلية والتدخلات الخارجية لإضعاف الدول وتحويلها إلى كيانات عاجزة.
وقال، ليس العراق بمنأى عن هذا الخطر، بل إنه الهدف الأكثر إلحاحًا، لما يمثله من موقع استراتيجي وثروات هائلة. وأشار المالكي إلى أن التحريض على أعمال التخريب والاضطرابات هو جزء من استراتيجية لتغيير واقع الدولة ودفعها نحو التقسيم، لكنّه أكد أن هذه المحاولات ستبوء بالفشل، كما فشلت سابقًا بفضل تضافر جهود القوى الوطنية والشعبية.
وفي سياق حديثه، شدّد المالكي على أن المسؤولية اليوم أكبر من أي وقت مضى. فبعدما كانت المقاومة تقتصر على حماية غزة وجنوب لبنان، باتت المهمة أوسع وأعمق، وتشمل حماية كامل المنطقة من مشاريع التقسيم والتفتيت.
وبينما تتسابق بعض الأنظمة للتطبيع مع العدو أو التنازل عن القضية الفلسطينية، أكد المالكي أن القدس ستبقى بوصلة الصراع. وأشار إلى أن أي محاولة للتآمر على العراق وسوريا ولبنان ليست إلا استكمالًا للمخطط الصهيوني الذي لا يرى في هذه الدول سوى عقبات أمام تمدده.
وفي ختام كلمته، أكّد المالكي أن الشعوب المقاومة، رغم التحديات، لن تسمح بتمرير هذا المخطط. فمن انتصر في معارك الأمس قادر على مواجهة مشاريع اليوم، وسيبقى العراق، رغم كل المؤامرات، موحدًا وقويًا، متجاوزًا محاولات العدو لتمزيق نسيجه الوطني أو تغيير خارطته.
| #العراق #نوري_المالكي #مخطط_إسرائيلي #تقسيم_المنطقة #المقاومة |